10 سنوات كاملة تمت ومرت على أهم وأعظم وأنجح ثورة شعبية فى تاريخ مصر الحديث ، وهى ثورة 30 یونیة ، التى بدأت فى هذا اليوم العظيم ، وتُوجتْ بالنصر في 3 يولية ٢٠١٣ .
ثورة استمرت 4 أیام کاملة بين الشعب المصرى العظيم ، وتحالف الجماعات الإرهابية المجرمة .
ثورة كانت نقطة تحول فاصلة فى تاريخ مصر والوطن العربى وفى الموازين الدولية ،
وتواصلت حتى تُوجت بالنصر مع التدخل الحاسم من قبل قواتنا المسلحة الباسلة ، التى انحازت کعادتها دائما الى الشعب المصرى العظيم ، باعتبارها قوات الشعب المسلحة ودرع وسيف الوطن والأمة .
وجاء انحيار القوات المسلحة بعد مشاورات وحوارات مكثفة مع القوى الشعبية والوطنية والسیاسية ، والتى تم الاتفاق من خلالها على أن تتحرك القوات المسلحة لحقن الدماء ، ومنع حدوت حرب أهلية ، وحماية الشعب المصرى الأعزل من قوى الجماعات الارهابية الغاشمة المدعومة دوليا واستعماريا واستخباراتيا .
وجاء التدخل الحاسم فى بيان ٣ يولية الشهير ، بحضور ممثلى كل فئات الأمة ، وفى إجماع وطنى رائع ، ليتم إعلان تدشين ونجاح أول ثورة شعبية فى تاريخ مصر .
وأقول هذا الرأى ، ليس تحيزا منى أو نفاقا لا سمح الله ، لكن باستعراض الثورات الشعبية فى تاريخ مصر ، بدءا من ثورة القاهرة الأولى ضد المستعمر الفرنسى فى أواخر القرن الثامن عشر وحتى ثورة يونية ، نجد أنها الثورة الوحيدة التى نجحت ، وحققت أهدافها .
إقرأ أيضا فيصل مصطفى يكتب : وزير الخارجية الهُمامْ
هذه الثورة العظيمة (ثورة 30 يونية – 3 يولية) ، لم تُسقط حكم الجماعات الإرهابية المجرمة فقط ، وإنما حافظت على هوية مصر الوطنية العربية ، والتى كان يُراد لها ، أن تتغير وتتبدل إلى النموذج الأفغانى البعيد كل البعد عن روح وجوهر الإسلام الحنيف ، وعن طبيعة الشخصية المصرية الأصيلة والبسيطه ،
وأيضا نجحت هذه الثورة الشعبية العظيمة في إفشال المشروع الإرهابى الدموى المتأسلم ، والذى كان مُعدا ، لتطبيقه فى الوطن العربى كله ، انطلاقا من مصر (الإقليم القاعدة) ، والذي كان مستهدفا أن تكون مصر مُصدِرة للشر ، بدلا من أن تكون مًصدِرة للخير ، كما كان دورها دوما عبر مراحل التاريخ المختلفة.
وأيضا نجحت (ثورة ٣٠ يونية - 3 يولية ) في تعطيل المشروع العالمى الكونى الاستعمارى ، الذى يُسمى بمشروع الشرق الأوسط الكبير ، والذى كان يُراد له أن يُطبق فى الوطن العربى ، وأن يتم تقسيمه وتفتيته الى ٥٢ دويلة إرهابية متخلفة تحت هيمنة وسيطرة الكيان الصهيونى والذى کان يُراد له ، أن يكون القائد الأعلى والأعظم للشرق الأوسط ككل .
هذا المشروع الاستعماري العالمى الجهنمي ، تم إفشاله بفضل هذه الثوره العظيمة ، التى أجبرته على التراجع والتقهقر بعد الضربة القاضية التى وُجهت له من شعب مصر العظيم .
وأيضا من أهم الانجازات التى قد حققتها ، ثورة الشعب المصرى الشعبية فى ٣٠ يونية ، إنها أنهت وإلى الأبد دبلوماسية البوارج الاستعمارية أو ما تسمى بسياسة "العصا الغليظة" ، والتى اعتاد الاستعمار على اتباعها منذ فجر التاريخ ، وحتى بدايات القرن الواحد والعشرين ، حيث رفضت قيادة القوات المسلحة المصرية فى ذلك الوقت أي تدخلات أمريكية وأوروبية في الشأن الداخلى ، أو محاولة فرض حكم الجماعات الارهابيه بالقوة على الشعب المصرى وإجهاض ثورته الشعبية العظيمة .
ان دروس وإنجازات وإيجابيات الثورة الشعبية المدعمة بالقوات المسلحة في 30 يونية ٢٠١٣ ، كثيرة ومتعددة ومتنوعة ، ولا يمكن حصرها فى هذا المقام الضيق .
ولكننا حاولنا أن نبرز أهم وأخطر نجاحاتها وإيجابياتها ، وهى التى تتسم بالطابع الاستراتيجي ، وتلبى متطلبات الأمن القومى المصرى والعربى ، فى اطار جهد وطنى ، يجب أن تعيه جيدا الأجيال الشابة والصاعدة والتي ، كان عمرها 10 سنوات أو أقل من ذلك عند تفجر هذه الثورة عن .. ماذا كان يُراد لمصر ؟ وكيف تصرف الشعب المصرى بقواه الحية والتى شكلت تحالفا تاريخيا مثل تحالف 30 يونية ؟ وماذا قدم للبلاد ؟ وكيف قام بحمايتها ؟
وما زالت المعركة مستمرة .. لكن باشكال وأسالب مختلفة ..